أيّ مشكلات صحّية وراء تَغيّر لون اللثة؟
كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
من المعروف أنّ لون اللثّة الطبيعي هو ورديّ. ولكن أحياناً، قد تلاحظون لوناً مختلفاً وغريباً يدفعكم إلى التساؤل عن السبب. فماذا يقول أطباء الأسنان؟
إنّ اللثّة الصحّية تكون عادةً وردية اللون وثابتة المَلمس، وليست ليّنة أو متورّمة. غير أنّ درجة هذا اللون تعتمد على لون الجلد، بحيث أنّ أصحاب البشرة البيضاء تكون لديهم لثّة وردية أفتَح، في حين أنّ ذَوي البشرة السمراء أو السوداء يملكون لثة وردية داكنة. كذلك يمكن معرفة أنّ اللثة صحّية إذا كانت لا تنزف عند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط، كما أنّ النفَس المُنعش وغياب المَذاق الكريه في الفم يدلّان على أنّ صحّة الفم جيّدة بشكلٍ عام.
ولقد تحدّث طبيب الأسنان ريتشارد ليباري، من مدينة نيويورك، عن أبرز الألوان التي قد تُهيمن على اللثة، كاشفاً ما وراءها من مشكلات صحّية:
– اللثة الحمراء: عادةً ما تكون اللثة الحمراء والمتورّمة علامة على التهاب اللثة، وهي المرحلة الأولى من مرض اللثة الناجِم عن تَراكم الترسبات على الأسنان. كما أنها قد تنزف بسهولة، كعِند تنظيف الأسنان بالفرشاة أو الخيط. وقد تكون هذه الأعراض الوحيدة في البداية، لذلك من السهل تجاهل الحالة. لكن مع مرور الوقت، يمكن التعرّض لألم اللثة وتَرقّقها، وصولاً إلى تلفها أو فقدان الأسنان. يمكن التصدّي لالتهاب اللثة من خلال تنظيف الأسنان جيداً مرّتين في اليوم، واستخدام الخيط مرّة واحدة يومياً، والخضوع لاختبار الأسنان بانتظام.
– اللثة البنفسجية: مع تطور التهاب اللثة إلى التهاب دواعم السن، وهو الشكل الأكثر تقدّماً من أمراض اللثة، قد تصبح هذه الأخيرة بنفسجية اللون. كما أنّها قد تكون متورّمة أو مؤلمة، ويمكن ملاحظة صَديد بين اللثة والأسنان. حتى أنّ الأكل أو المضغ قد يولّدان الانزعاج. ويمكن علاج التهاب دواعم السنّ أحياناً بشكلٍ مُشابِه لالتهاب اللثة، مع إضافة المضادات الحيوية لمنع نموّ البكتيريا السيّئة في الفم. وقد تتطلّب الحالات الأكثر تقدّماً إجراء جراحة لإصلاح تَلف اللثة أو العظام الموجودة تحتها.
– اللثة السوداء: غالباً ما تكون اللثة ذات اللون الأحمر والأرجواني الداكن، أو الأسود علامة على التهاب دواعم السنّ الشديد. بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه، يمكن أن يؤدي مرض اللثة المتقدّم إلى ارتخاء الأسنان، وبالتالي ظهور فراغات جديدة بينها أو تغيير في القَضم. وبشكلٍ أقل شيوعاً، يستطيع التدخين أو داء السكّري غير المتحّكم فيه تغيير أنسجة اللثة التي تؤثر في لونها لتصبح سوداء. يجب استشارة الطبيب فور ملاحظة اسوداد اللثة لإجراء الفحص الملائم لرصد السبب الفعليّ وبالتالي معالجته.
– اللثة الباهتة: إنّ اللثة التي تبدو شاحبة أكثر من المعتاد قد تكون علامة على فقر الدم الذي ينجم غالباً عن نقص في الحديد أو الفيتامين B12. إنّ المطلوب أولاً زيارة الطبيب لتأكيد الإصابة بالأنيميا وتحديد السبب الكامن وراءه. وتتمّ معالجة الحالات الناتجة عن قلّة الحديد أو الـB12 بواسطة المكمّلات الغذائية.
– اللثة البيضاء: يمكن أن تصبح اللثة بيضاء مؤقتاً بسبب الافراط في استخدام منتجات تبييض الأسنان. كذلك قد تلاحظون زيادة حساسية اللثة أو الأسنان. وفي حالات أقل شيوعاً، قد تكون البقع البيضاء على اللثة علامة على الطلاوة، وهي حالة ناجمة عن الافراط في التدخين قد تتحوّل إلى سرطان الفم. يمكن لهذه البقع أن تظهر أيضاً على اللسان أو تحته أو على الوجنتين من الداخل. كذلك من المحتمل أن تشير البقع البيضاء على اللثة أو في أي مكان آخر في الفم إلى سرطان الفم. فإذا تحوّلَ لون اللثة إلى الأبيض بعد استخدام منتجات تبييض الأسنان، فإنها ستسترجع عادةً لونها الوردي الطبيعي بعد بضع ساعات. ولكن إذا استمرّ اللون الأبيض أو معاناة ألم لا يهدأ، يجب الاسراع إلى رؤية الطبيب.