برودة دولية تجاه الملف اللبناني
تشير المعلومات والأجواء التي ينقلها عائدون من العاصمة الفرنسية باريس، إلى أن هناك برودة تجاه الملف اللّبناني ظهرت في الساعات الماضية ربطاً بأحداث الشغب في العاصمة الفرنسية ومدنها إضافة إلى أن هناك تبايناً واضحاً بين الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني.
ولهذه الغاية ليس ثمة ما يؤكد أن الأمور تتجه الى حلحلة للموضوع الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، إلّا أن ذلك لا يعني أن أمد الشغور سيطول خوفاً من التطورات في لبنان تحديداً على المسارات الاقتصادية والمالية وانتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان، على الرغم من كل الترتيبات المتخذة في هذا الصدد من صندوق النقد الدولي والمؤسسات المالية العالمية وسواها.
إنما هناك قلق على قطاعات أخرى وبالمقابل ثمة أجواء تنذر بعواقب وخيمة في ظل حالة التراخي للحكومة في معالجة بعض الأوضاع والمسائل الحساسة، وما حادثة بشّري إلّا جرس إنذار في هذا السياق.
لذلك هناك معلومات تؤكد أن الموفد الفرنسي جان إيف لودريان يكثّف من اتصالاته مع أركان الدول الخمس، وقد يعقد لقاء قريب معهم في حال حصلت حلحلة ما، على اعتبار أن قطر ومصر تشددان على ضرورة انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية دون سواه، فيما الدول الأخرى بعضها لا يمانع والبعض الآخر يرى أنه لا بدّ من إجماع وتوافق اللبنانيين حول هذه المسألة، عندها تأتي التسوية شاملة من انتخاب الرئيس والتكليف والتأليف ورزمة إصلاحات بنيوية مالية وإدارية ومن ثم مؤتمراً وطنياً لدعم لبنان.
لكن حتى الآن الأجواء ضبابية على صعيد ما يقوم به لودريان في المرحلة الثانية، والقلق في الداخل يتعاظم إزاء بعض الأحداث والتطورات التي تجري وفي طليعتها أحداث بشّري.