الأسباب الشائعة لدقّات القلب السريعة

من الشائع عدم مراقبة معدّل دقات القلب إلّا خلال التمارين الرياضية، حيث من المنطقي أن يرتفع عند بذل مجهود معيّن. لكن ماذا عن تسارع نبضات القلب بعد الانتهاء من النشاط البدني أو حتى أثناء الجلوس؟

إستناداً إلى جمعية القلب الأميركية، يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي عندما يكون الإنسان في حالة راحة ما بين 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة.

وقال اختصاصي أمراض القلب الطبيب رونالد ماغ، من الولايات المتحدة، إنّ «الرياضة، والألم، والتوتر، والقلق كلّها عوامل تؤدي إلى ارتفاع معدل دقّات القلب. على سبيل المثال، من الطبيعي أن يقفز الرقم فوق 100 عند القيام بتمارين شاقّة. غير أنّ تخطّي الـ100 نبضة في الدقيقة أثناء الراحة هي حالة تُعرف بعدم انتظام دقّات القلب».

لكن كيف يمكن معرفة إذا كان معدل دقّات القلب يمثّل مشكلة؟ أوضح د. ماغ: «في حال الشعور بتسارعه أثناء الراحة أو قفزه فجأة للأعلى ثمّ للأسفل، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود مشكلة. كذلك فإنّ ضربات القلب السريعة المصحوبة بأعراض أخرى مثل ألم الصدر، وصعوبة التنفس، والدوخة، والدوار قد تُشير بدورها إلى خلل معيّن».

وبعيداً من التمارين والتوتر، هناك أسباب عديدة لارتفاع معدل دقّات القلب، لعلّ أكثرها شيوعاً ما كشفه د. ماغ:

– الحمّى: يمكن أن تؤدي الإصابة بالحمّى إلى تسارع ضربات القلب. وفي هذه الحال، من المحتمل معاناة أعراض أخرى بما فيها القشعريرة. بمجرّد تدنّي درجة الحرارة، يجب أن ينخفض أيضاً معدل دقّات القلب.

– الإفراط في الكحول: يمكن أن يرتفع معدل دقّات القلب ويستمرّ في ذلك عند احتساء الكحول بكثرة وبانتظام. إنّ هذا الأمر لا يعني أنّه يجب التوقف عن شربها نهائياً، إنما الاكتفاء بكأس واحدة في اليوم لتقليل الآثار الضارّة المُحتملة.

– المبالغة في الكافيين: إنّ الكافيين عبارة عن مادة محفّزة تستطيع زيادة دقات القلب. بحسب «FDA»، إنّ 400 ملغ من الكافيين في اليوم، أي 4 إلى 5 أكواب قهوة، تُعتبر جرعة كبيرة جداً. في حال معاناة الأرق، والقلق، وتسارع دقات القلب، لقد حان الوقت لخفض الكمية المستهلكة أو الانتقال إلى بدائل أخرى تحتوي على نسبة أقل من الكافيين مثل الشاي الأخضر أو الماتشا.

– ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه: من الشائع التفكير في أنّ ضربات القلب وضغط الدم يرتفعان بنفس المعدل، لكنّ هذا ليس هو الحال بالضرورة. عندما يضخّ القلب مزيداً من النبضات في الدقيقة، تتمدّد الأوعية الدموية للسماح بتدفق دم إضافي بسهولة أكبر. لذا، حتى عند حدوث قفزة كبيرة في معدل دقات القلب، فإنّ ارتفاع ضغط الدم قد يكون معتدلاً. ومع ذلك، ربطت الأبحاث تسارع ضربات القلب بزيادة خطر الإصابة بالضغط العالي. من ناحية أخرى، قد تحدث زيادة مؤقتة في معدل دقات القلب عند انخفاض ضغط الدم أثناء الوقوف، ولكن يجب أن تكون مجرّد مشكلة قصيرة المدى.

– عدم توازن الإلكتروليت: يمكن لأي خلل في الإلكتروليت مثل الصوديوم، والبوتاسيوم، والكالسيوم، والماغنيزيوم أن يعبث بإشارات القلب ويسبب عدم انتظام ضرباته.

– الآثار الجانبية للدواء: توجد مجموعة كبيرة من الأدوية التي تستطيع زيادة معدل دقّات القلب بما فيها مضادات الاحتقان، وأدوية الغدّة الدرقية، وبعض مضادات القلق والكآبة.

– فرط نشاط الغدّة الدرقية: يُعدّ عدم انتظام ضربات القلب أو تسارعه أحد أعراض فرط نشاط الغدّة الدرقية. وتشمل الأعراض المنبّهة الأخرى فقدان الوزن غير المتعمّد، وخفقان القلب، وزيادة الشهيّة، والتعرّق، وارتفاع الحساسية للحرارة.

– فقر الدم: عند التعرّض للأنيميا، يضخّ القلب مزيداً من الدم لتعويض نقص الأوكسجين في الدم، الأمر الذي يرفع معدل دقات القلب.

– التدخين: وفق جمعية القلب الأميركية، قد يؤدي التدخين إلى تسارع ضربات القلب أثناء الراحة.